• تاريخ العمل العام للجمعية المصرية للتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية
على الرغم من تأسيس الجمعية حديثا في شهر نوفمبر من عام 2023 م وعدم إكمال الجمعية ككيان مؤسسي سوى ثلاث أشهر، إلا أن تاريخنا يمتد لما يقارب العشر سنوات.
الأمر قد يبدو غريبا في البداية، إلا أن هذا هو الواقع الذي عشناه معا أثناء تأسيس الجمعية، حيث أنها مرحلة أتت بعد كثير من المراحل التي سبقتها، ربما هي كيان مؤسسي مستقل بقوانين وأنظمة خاصة، إلا أن الجمعية لا تنفصل عن ماضي مؤسسيها بأي شكل، فكما كنا نعمل من أجل تنمية مجال التكنولوجيا الحيوية بكثير من الصور والمشاريع الأن نستكمل معكم مشوار تنمية المجال بصورة مؤسسية مختلفة تسمح لنا ولكم بمزيد من التعاون والتكاتف من أجل خدمة هذا المجال، فاليوم ليس كأمس.
اليوم الفرصة متاحة لجميع المهتمين بالتكنولوجيا الحيوية بأن يكونوا جزءا لا يتجزأ من الحراك والزخم الذي تحاول الجمعية بثه على أوسع نطاق في المجتمع المصري. بعد هذه المقدمة دعونا نتعرف على أهم المشاريع التي اتحدت لتأسيس الجمعية المصرية للتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية.
• أولا: مشروع مبادرة التكنولوجيا الحيوية للجميع
تأسست المبادرة في شهر ديسمبر لعام 2013 م من أجل هدف نشر وترجمة وتبسيط وتحرير العلوم في المجتمع المصري من خلال مقالات متطوعيها على موقعها الإليكتروني ومنصات التواصل الإجتماعي. بلغ إجمالي المتطوعين الذين انضموا للعمل في المبادرة منذ تأسيسها ما يقرب من الـ 250 متطوع من مصر وسوريا والأردن والسودان وفلسـ . ـطين والخليج العربي وشمال أفريقيا، وجميعهم من دارسي التكنولوجيا والعلوم الحيوية وقد نشروا الوعي عن هذا المجال لملايين القراء والطلاب من خلال ما يقرب من الأربعة آلاف مقالة ومادة علمية بمختلف أشكالها وصورها.
شاركت المبادرة منذ السنة الأولى لها في التوعية عن مجال التكنولوجيا الحيوية ودعمت أيضا من خلال منصاتها قيام وتأسيس العديد من المبادرات والكيانات العلمية الشبابية في مجال التكنولوجيا الحيوية، منها أنشطة طلابية وشركات ومسابقات ومؤتمرات وكان دعما غير مشروطا ومستمر ساهم في نجاح واستمرار الكثير من هذه الكيانات حتى اليوم، ذلك لأن المبادرة قامت على فكرة الدعم الغير محدود لكل ما يصب في صالح تنمية المجال بمصر. وبلغ إجمالي المتابعون للمبادرة على منصاتها الـ 60 ألف وعلى موقعها 150 ألف، وهي تعد أول مبادرة مصرية في المجال على الإطلاق قدمت خدماتها لطلاب التكنولوجيا الحيوية خاصة على مدار اول خمس سنوات من خلال الدعم والإرشاد الأكاديمي للراغبين في دراسة المجال. من أهم أدوار المبادرة هو الزيادة الملحوظة لأعداد الدارسين لمجال التكنولوجيا الحيوية في خلال أعوام بسيطة من خلال المقالات التي نشرتها وأقبل عليها الكثير من طلاب الشُعبة العلمية، ومازال هذا النهج في التوعية بالمحتوى قائم في المبادرة وورثه عنها الكثير من صناع المحتوى في المجال اليوم.
• ثانيا: بايوتيم إيجيبت Bio Team Egypt
تأسس بايوتيم كأول فريق عمل تطوعي مستقل في مجال التكنولوجيا الحيوية في شهر سبتمبر لعام 2014 م خرج من رحم مبادرة التكنولوجيا الحيوية للجميع وتقرر من خلاله النزول على الأرض من أجل تحقيق هدفي الوعي المهني والأكاديمي في المجال لدى الطلاب والمتخصصين من خلال عقد مزيج من الفاعليات العلمية حيث نظم 5 مؤتمرات و 5 ندوات علاوة على عشرات ورش العمل وعشرات من حملات التوعية في المدارس والجامعات المصرية بمختلف المحافظات بكل أنحاء مصر.
من أجل تحقيق كل ذلك تعاون البايوتيم بشكل رسمي مع المركز القومي للبحوث ومركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء والجمعية المصرية لخلايا المنشأ الجذعية ومركز عين شمس للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، كما تعاون مع جامعات وكليات وبرامج التكنولوجيا الحيوية والأساتذة القائمين عليها والذين بلغوا قرابة المئة أستاذ ودكتور وباحث وغيرهم من أهل الخبرة الذين شاركوا بنقل معارفهم للحضور في الفاعليات من المتخصصين في المجال، فضلا عن التعاون مع شركات ومؤسسات ربحية وغير ربحية سواء في مصر أو الوطن العربي. أدى كل ذلك لأن يبلغ حضور فاعليات البايوتيم قرابة العشرة آلاف دارس ومتخصص في المجال من مصر والسودان وسوريا والأردن وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والكثير من الدول العربية الأخرى. قاد متطوعي البايوتيم الزخم في مجال التكنولوجيا الحيوية بمعظم الجامعات المصرية التي تدرس المجال وكانوا حلقة الوصل بين كثير من الجزر المنعزلة فساهموا في تطوير آليات تدريب الطلاب بالجامعات المختلفة وساهموا بخلق شبكة علاقات تجمع كل دارسي المجال تحت مظلة واحدة، ولم يكتفوا بذلك وحسب حيث كانوا أول من أسس لرؤية ربط التكنولوجيا الحيوية بريادة الأعمال من خلال دعوة المستثمرين والمهتمين بالتجارة والزراعة والصناعة إلى كل المؤتمرات المختلفة التي نظمها الفريق. ساهمت تلك الجهود بخلق كوادر متميزة هم اليوم من القادة المجتمعيين لمجال التكنولوجيا الحيوية.
• ثالثا: منصة The Egyptian Biotechnologist
تأتي هذه المنصة أخيرا حيث تم تأسيسها في يناير لعام 2018 م بهدف التأصيل الأدبي والعلمي لمجال التكنولوجيا الحيوية في مصر، بمعنى أن تكون مرجعا لكافة الدارسين بالمجال من النواحي المهنية والعلمية والعملية والأخلاقية والفلسفية، كما أنها معنية بمناقشة ودحض الآراء الفاسدة حول التكنولوجيا الحيوية وتدافع عن كونه مجالا مستقبليا به من الفرص ما قد يكون طوق نجاة لمجتمعنا والكثير من أفراده. نشأت المنصة على تدوين ونشر كافة الخبرات الممكنة في صورة مقالات بلغوا حوالي 100 مقالة، وبالرغم من عدد المقالات البسيط إلا أنه وفي فترة وجيزة بلغ إجمالي متابعين هذه المنصة الإليكترونية ما يفوق المليون وربع متابع وقارئ وزائر من مصر وكافة الأقطار العربية.
كتب الأستاذ الدكتور محمد ماجد خشبة، الأستاذ بالمعهد القومي للتخطيط بحثا حول التكنولوجيا الحيوية وأهميتها لمصر وقد أفرد في بحثه قسما يبرز أهم المجهودات المجتمعية التي ساهمت في تنمية المجال العقد الماضي وقد أتى في مقدمة ما ذكر مشروع مبادرة التكنولوجيا الحيوية للجميع ومشروع بايوتيم إيجيبت والمؤتمر الوطني في التكنولوجيا الحيوية الذي نظمه بايوتيم وانعقد في 2020 الماضي، ومازالت تلك المشاريع مصدرا للإلهام للكثيرين في المجال ومصدرا للمعلومات حيث حافظ كل مشروع بجهود فائقة لتوثيق كل شيء على منصاته الإليكترونية من خلال الفيديوهات والمقالات والصور وكافة أشكال المحتوى الرقمي.
جميع هذه المشاريع أتحدت غايتها وأختلفت وسيلتها في تحقيق تلك الغايات، الأمر الذي مهد لفكرة تأسيس جمعية علمية تتحد تحت مظلتها كل تلك المشاريع المؤثرة والتي مازال تأثيرها ممتد حتى اليوم. لهذا الهدف اجتمع مرة أخرى نفس المتطوعين الذين قاموا على هذه المشاريع من مُختلف الأجيال والمراحل العمرية ليكونوا المؤسسين الذين سيتخذوا القرار بشأن تأسيس الجمعية لاستكمال مشوارهم في تنمية المجال بمصر بشكل أوسع وأكثر استقرارا وهو الحلم الذي تحقق أخيرا ليكون هدفه الأول هو فتح الباب لكل المهتمين بالإنضمام إلينا من أجل أن يكونوا في هذا المشوار معنا.
والأن نقف معكم في نقطة فاصلة في الزمن بالنسبة لنا ولكم فمن عشر سنوات مضوا لم يكن هناك دارسين للمجال من الأساس ليكونوا جزءا من تنميته، أما الأن فهناك ما يكفي من الكوادر والمتخصصين من أجل بدئ مشوار جديد معا.
